شمروخ الأراجوز
بيني وبين ما يسمي "شعر العامية" حاله من عدم التقبل المتبادل ، ليس لأنني اكره
الشعر أو اكره لهجتنا العامية فحبي للشعر معروف من خلال دراساتي الكثيرة، وتمسكي
بلهجتي العامية الريفية التي تعطش الجيم وتقلقل القاف ؛ يعلمه أصدقائي ومعارفي ...
أذا ما السر في تلك العلاقة غير الودية مع ما يسمي
شعر العامية؟ .. الحقيقة إنني أحببت الزجل – وهي
تسمية ارقي من شعر العامية– مع محفوظاتي من
"بيرم التونسي"و"حيرم الغمراوي"و"حيدر إمام"
ثم"الشعر الحلمنتيشي" الذي كانت تحتفي
به صحف ومجلات عديدة منها مجله "الهلال"
دولة الأدب في بلادنا ، وتحكم التيارات الشوفينية في
مسيرتها، وفرض نماذج بعينها من خلال الهيمنة
علي معظمهم ممن يدعون الشاعرية ولا يملكون أدواتها
ولا الموهبة التي تهيئ لهم استخدامها فضربوا
بالعروض والقافية عرض الحائط كما اعرضوا عن
التعامل مع قضايا الأمة وانصرفوا لمعالجة قضايا
ذاتية في إطار من الفجاجة والسخف .. وصار من
يبدي رأيا في هذه الحال المتداعية يجد مواجهة
غوغانية مدعومة بقوة إعلامية شرسة تسكته إلي
الأبد!.. ومع التحولات السياسية والاجتماعية التي
أصابت الأمة والأوطان أخذ أصحاب المواهب
الذين ظهروا مع منتصف القرن الماضي يتأثرون
بهذه التحولات ويتخلي كثير منهم عن معتقداته
أو تصوراته القديمة، ويسبح مع التيارات الفكرية
الجديدة التي تكرس للميكافيلية والعيش كما
يعيش الناس من مسايرة الموجة! .. كان من
الطبيعي أن يقف نفر قليل ضد التيارات ، لا يتنازلون
ولا يتصالحون مكيافيللي ونظيرتيه ألاثمة
ويعيشون كما تريدون لا كما يريد الآخرون
هؤلاء يستحقون الإجلال والإكبار لموقفهم الفكري
والثقافي والأدبي حتى لو خالفناهم فيما يذهبون إليه
فالأديب الذي يحافظ علي معتقده وتصور في زمن
الإغراءات والإرهاب يعد عملة نادرة وان كانت
مصر علي مدار التاريخ تحتفظ دائما بعملات نادرة
بهذا الكلام أن أشير إلي الزجال الفنان "سمير
عبد الباقي" الذي أخاله الاتجاه وارخص علي
تقديره واحترامه لثباته علي موقفه وانشغاله الحقيقي
وليس الكلامي – بقضايا ألامه والوطن وإصراره
علي التعبير الحي عن خلجات الإنسان المصري
والعربي بصورة قوية وفنية ومباشرة دون مواربة
انه يحمل روح بيرم ولغة جاهين وعاطفة حداد
ويقدم لقراء محدودين كل شهر، نماذج جيدة ومهمة
من أزجاله وقصائده تبث فينا المتعة وروح المقاومة
وصبر الأحرار في نشرة صغيرة محدودة علي
ورق غير صقيل يسميها"شمروخ:الأراجوز"
تأمل الاسم الذي يذهب بجذوره في عمق ثقافة
الريف ويمتد إلي ثقافة المدينة- وتصميم هذه
النشرة شهريا ويؤرخها بالشهور المصرية القديمة
والعربية الإسلامية والميلادية و الأفرانجية وكأنه
يشير إلي خصيصة مصرية تؤكد علي التسامح
وهضم ما يهب علي مصر من ثقافات وتجمع كل
فئات الوطن تحت سماء واحدة ويصف النشرة بأنها
"شكشكة" شعرية غير دورية بالفصحى العامية
ويجعل سعرها "ربع جنيه ومضاعفاته"! مع انه
يوزعها مجانا علي أصدقائه وقرائه علي صفحات
"شمروخ الأراجوز" يعبر "سمير عبد الباقي" عن
الهم العام في أكثر من أسلوب علي الصفحات السبع يمارس
الشكشكة ويترك الصفحة الثامنة لضيف موهوب
يأتي صوته من أعماق مصر بعيدا عن العاصمة
ومترفيها ومعدميها! سوف نجد القصيدة الطويل
ذات النفس الملحمي والقصيدة القصيرة الخاطفة
وقصيدة الرباعيات وربع أو الخماسيات وله في كل
منها لون وطعم ونكهة تأمل هذه "الرباعية وربع"
من مجموعة رباعيات أو خماسيات العدد الحادي
والعشرين يقول فيها معرضا بأحوال بعض كتاب
السلطة الذين باعوا ضمائرهم:
سي عليوة أفندي العقدة المشهور: بالعرسان أخر
حفاظ تقليد الكتبة في ديوان السلطان
الصبح أن روق بالقهوة المرة من دم الشيوعيين
يمر في سهرياتة الفكرية بالكبة اللينة من لحم
الإخوان .. وينام سكران طينة بعرق الأمن العبثي
: الحمضان !
أن المزج بين الفصحى والعامية ليس أمرا ميسورا
إلا للزجال المثقف الذي يستخلص معجمه من واقع
يسعي إلي الارتقاء بالفصحى من خلال أزجالة وخاصة
رباعياته أو خماسياته وسوف اكتفي لضيق المجال
----------------------------------------------
بخماسية أخري تؤكد علي الحلم والأمل والمقاومة
ياما نفسي لو انزل تأتي غيط القمح المحصود.. وألم
بواقي السبل اللي ف حكم المفقود .. اجمعه وأحمصه
وأدار منه الحب .. وازرعه تأني يزهر الأرض
الأمل الموعود ياتجار اليأس اخجلوا مازال
للحلم وجود!
نعم يجب أن يخجل تجار اليأس
وتجار الكلمة في عصر المقاومة .. وتحبه
لصاحب قلم لم يتاجر به !
بيني وبين ما يسمي "شعر العامية" حاله من عدم التقبل المتبادل ، ليس لأنني اكره
الشعر أو اكره لهجتنا العامية فحبي للشعر معروف من خلال دراساتي الكثيرة، وتمسكي
بلهجتي العامية الريفية التي تعطش الجيم وتقلقل القاف ؛ يعلمه أصدقائي ومعارفي ...
أذا ما السر في تلك العلاقة غير الودية مع ما يسمي
شعر العامية؟ .. الحقيقة إنني أحببت الزجل – وهي
تسمية ارقي من شعر العامية– مع محفوظاتي من
"بيرم التونسي"و"حيرم الغمراوي"و"حيدر إمام"
ثم"الشعر الحلمنتيشي" الذي كانت تحتفي
به صحف ومجلات عديدة منها مجله "الهلال"
دولة الأدب في بلادنا ، وتحكم التيارات الشوفينية في
مسيرتها، وفرض نماذج بعينها من خلال الهيمنة
علي معظمهم ممن يدعون الشاعرية ولا يملكون أدواتها
ولا الموهبة التي تهيئ لهم استخدامها فضربوا
بالعروض والقافية عرض الحائط كما اعرضوا عن
التعامل مع قضايا الأمة وانصرفوا لمعالجة قضايا
ذاتية في إطار من الفجاجة والسخف .. وصار من
يبدي رأيا في هذه الحال المتداعية يجد مواجهة
غوغانية مدعومة بقوة إعلامية شرسة تسكته إلي
الأبد!.. ومع التحولات السياسية والاجتماعية التي
أصابت الأمة والأوطان أخذ أصحاب المواهب
الذين ظهروا مع منتصف القرن الماضي يتأثرون
بهذه التحولات ويتخلي كثير منهم عن معتقداته
أو تصوراته القديمة، ويسبح مع التيارات الفكرية
الجديدة التي تكرس للميكافيلية والعيش كما
يعيش الناس من مسايرة الموجة! .. كان من
الطبيعي أن يقف نفر قليل ضد التيارات ، لا يتنازلون
ولا يتصالحون مكيافيللي ونظيرتيه ألاثمة
ويعيشون كما تريدون لا كما يريد الآخرون
هؤلاء يستحقون الإجلال والإكبار لموقفهم الفكري
والثقافي والأدبي حتى لو خالفناهم فيما يذهبون إليه
فالأديب الذي يحافظ علي معتقده وتصور في زمن
الإغراءات والإرهاب يعد عملة نادرة وان كانت
مصر علي مدار التاريخ تحتفظ دائما بعملات نادرة
بهذا الكلام أن أشير إلي الزجال الفنان "سمير
عبد الباقي" الذي أخاله الاتجاه وارخص علي
تقديره واحترامه لثباته علي موقفه وانشغاله الحقيقي
وليس الكلامي – بقضايا ألامه والوطن وإصراره
علي التعبير الحي عن خلجات الإنسان المصري
والعربي بصورة قوية وفنية ومباشرة دون مواربة
انه يحمل روح بيرم ولغة جاهين وعاطفة حداد
ويقدم لقراء محدودين كل شهر، نماذج جيدة ومهمة
من أزجاله وقصائده تبث فينا المتعة وروح المقاومة
وصبر الأحرار في نشرة صغيرة محدودة علي
ورق غير صقيل يسميها"شمروخ:الأراجوز"
تأمل الاسم الذي يذهب بجذوره في عمق ثقافة
الريف ويمتد إلي ثقافة المدينة- وتصميم هذه
النشرة شهريا ويؤرخها بالشهور المصرية القديمة
والعربية الإسلامية والميلادية و الأفرانجية وكأنه
يشير إلي خصيصة مصرية تؤكد علي التسامح
وهضم ما يهب علي مصر من ثقافات وتجمع كل
فئات الوطن تحت سماء واحدة ويصف النشرة بأنها
"شكشكة" شعرية غير دورية بالفصحى العامية
ويجعل سعرها "ربع جنيه ومضاعفاته"! مع انه
يوزعها مجانا علي أصدقائه وقرائه علي صفحات
"شمروخ الأراجوز" يعبر "سمير عبد الباقي" عن
الهم العام في أكثر من أسلوب علي الصفحات السبع يمارس
الشكشكة ويترك الصفحة الثامنة لضيف موهوب
يأتي صوته من أعماق مصر بعيدا عن العاصمة
ومترفيها ومعدميها! سوف نجد القصيدة الطويل
ذات النفس الملحمي والقصيدة القصيرة الخاطفة
وقصيدة الرباعيات وربع أو الخماسيات وله في كل
منها لون وطعم ونكهة تأمل هذه "الرباعية وربع"
من مجموعة رباعيات أو خماسيات العدد الحادي
والعشرين يقول فيها معرضا بأحوال بعض كتاب
السلطة الذين باعوا ضمائرهم:
سي عليوة أفندي العقدة المشهور: بالعرسان أخر
حفاظ تقليد الكتبة في ديوان السلطان
الصبح أن روق بالقهوة المرة من دم الشيوعيين
يمر في سهرياتة الفكرية بالكبة اللينة من لحم
الإخوان .. وينام سكران طينة بعرق الأمن العبثي
: الحمضان !
أن المزج بين الفصحى والعامية ليس أمرا ميسورا
إلا للزجال المثقف الذي يستخلص معجمه من واقع
يسعي إلي الارتقاء بالفصحى من خلال أزجالة وخاصة
رباعياته أو خماسياته وسوف اكتفي لضيق المجال
----------------------------------------------
بخماسية أخري تؤكد علي الحلم والأمل والمقاومة
ياما نفسي لو انزل تأتي غيط القمح المحصود.. وألم
بواقي السبل اللي ف حكم المفقود .. اجمعه وأحمصه
وأدار منه الحب .. وازرعه تأني يزهر الأرض
الأمل الموعود ياتجار اليأس اخجلوا مازال
للحلم وجود!
نعم يجب أن يخجل تجار اليأس
وتجار الكلمة في عصر المقاومة .. وتحبه
لصاحب قلم لم يتاجر به !